الأمر الثانى: من أمور النقص فيها هذه الشهوة لا تحصل إلا بإرهاق وتعب لا يمكن للإنسان أن يحصل شهوة الجنس إلا بعد تعب يكد ويكدح ويجد ويجتهد ويبذل ويدفع ويوسط ويخطب ووعود وترتيبات حتى بعد ذلك يقترن مبال فى مبال كل هذا الجهد من أجل هذه الشهوة ألا تصرف بعد ذلك همتك لشهوة لا نقص فيها بوجه من الوجوه فى الدار الآخرة أما عندك عقل يذكرك بهذا الأمر انتبه للإرهاق والتعب الذى يكون فى هذه الحياة وكما قلت هذه دار النقص وقلت مرارا لا يوجد فى هذه الحياة شهوة كاملة إلا بما يتعلق بتوحيد الله وذكره والأنس به وما طابت الدنيا إلا بحبة الله وذكره وما طابت الجنة إلا برؤيته ومشاهدته لكن هنا شهوة تامة كاملة لا يمكن لا فيما يوصل إليها ولا فى تناولها ولا فيما يعقبها نقص من جميع جهاتها لم لتعلم أن هذه الحياة دار هوان والآخرة هى دار الحيوان انتبه للتعب الذى يحصل فى هذه الحياة لا تخلو هذه الحياة من تعب عندما جعل الله أبانا آدم على نبيناو عليه صلوات الله وسلامه فى الجنة هناك أخبره أنه لا يجوع فيها ولا يعرى ولا يظمأ فيها ولا يضحى وحذره من الركون إلى وساوس الشيطان فقال له إذا ركنت إليه وأخرجك منها ستشقى {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى} تشقى فى أى شىء فى تحصيل أمور الحياة فى الدنيا ليس المراد من الشقاء الذى هو ضد السعادة فيما يتعلق بالطاعة والمعصية لا فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى تشقى فى تحصيل رزقك أما فى الجنة لا تجوع ولا تعرى ولا تظمأ ولا تضحى لا يصيبك حر ولا ظمأ ولا....