والحديث كما قلت فى المسند والصحيحين وغير ذلك من رواية حب رسول الله وابن حبه على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه من رواية أسامة ابن زيد رضى الله عنهم أجمعين أن النبى صلى الله عليه وسلم قال [ما تركت بعدى فتنة أضر على الرجال من النساء] إذن هذه الشهوة الحسية لها هذا الأثر تزيد كما قلت على أثر ميل الإنسان إلى الطعام والشراب وغير ذلك ما تركت بعدى فتنة أضر على الرجال من النساء هذا لفظ الحديث إخوتى الكرام: وسمعت بعض الخطباء يذكره على المنبر بزيادة ما وقفت عليها لا بد من التحقق مما ينسب إلى النبى عليه الصلاة والسلام فيزيدون فى الحديث يقول وما تركت بعدى فتنة أضر على النساء من الرجال كما قلت بعد تفتيش وبحث ما وقفت على هذه الزيادة وإن كان المعنى صحيحا لكن لفظ الحديث ما تركت بعدى فتنة أضر على الرجال من النساء وأما ذاك الزيادة فكما قلت ما أعلمها مروية لكن المعنى حقيقة فيها صحيح فكما أن أعظم فتنة للرجل المرأة فأعظم فتنة للمرأة أيضا الرجل والأمر صحيح وقد ثبت معنى هذا فى تفسير ابن أبى حاتم وتفسير ابن المنذر والأثر رواه البيهقى فى شعب الإيمان عن عبد الله ابن عباس رضى الله عنهما أنه قال خلق الرجل من الأرض فجعلت نهمته فيها يحب أن يتملك وأن يبنى وأن يكون له العقار والمزارع وخلقت المرأة من الرجل فجعلت نهمتها فيه فاحبسوا نسائكم المرأة لا يهدأ بالها ولا يقر قرارها إلا إذا كانت فى كنف رجل وتحت رعايته وإذا حصلت هذا الرجل حصلت وطرها من الحياة إذا حصلت هذا الرجل حصلت وطرها أما الرجل حقيقة مع ميله للمرأة يحب أيضا أن يتملك وأن يكون له كذا وكذا من العمارات المرأة لا تسأل عن شىء من ذلك إذا حصلت بعلا جعلت نهمتها فى الرجل فاحبسوا نسائكم لأن الفتنة مشتركة من الجانبين هو يميل إليها فهى بعض منه وهى تميل إليه فهو أصلها فاحبسوا نسائكم نعم إخوتى الكرام: إن الميل كما قلت بينها مشترك فأعظم فتنة على الرجل المرأة