حقيقة إخوتى الكرام: هذا علاج لمن ينظر بعين واحدة وكما قلت نساء الدنيا فيهن ما فيهن وفينا كذلك ولذلك هذا الكلام موجه للنساء أيضا فإذا أعجبها الرجل فلتذكر مناتنه يعنى لا تظن أن المرأة فيها نتن والرجل ليس كذلك الآدمى محشو بالأقذار والأنجاس وأوله كما قال أئمتنا نطفة مذرة وآخره جيفة قذرة وهو بينهما يحمل فى جوفه العذرة ابن آدم تأمل حالك وحال غيرك تغسل الخراءة فى اليوم بيدك مرتين فقف عند حدك وعلق قلبك بربك جل وعلا وإياك وهذه الشهوات الحسيات الزائلات فإن تيسرت عن طريق الحلال لما يترتب عليها من خير تناولتها بالصفة الشرعية وإلا فعندك فيها ما يزهدك فيها هذا عدا عما بعد ذلك عند الله من الوعد والوعيد والترغيب والترهيب هذا هى الشهوة بنفسها لو تأملتها لزهدت فيها ووالله لولا ما يترتب عليها من طيب الخصال لأعرض عنها عقلاء الرجال لولا أن هذه الشهوة هى الطريق لإنجاب الذرية هى أيضا تذكر باللذة العظيمة التى سينالها الموحدون بجوار الحى القيوم فى دار كرامته لأعرض العاقل عنها يقول هذه فيها ما يدعو إلى الإعراض عنها إذن هذا من آفاتها النفس لا تشبع منها وعندها ما يكفيها يعنى هى الواحدة تكفى وتكفى أمثاله معه وتراه يتطلع يا عبد الله اتق ربك وعلق همتك بما عند الله جل وعلا.