إخوتى الكرام: من تأمل خَلْق نبينا عليه الصلاة والسلام بدنه وصورته الظاهرة لن يرتاب فى أنه رسول ربنا الرحمن سبحانه وتعالى، أعطاه الله ملاحة وبهاء عليه صلوات الله وسلامه، وتقدم معنا بيان تلألىء وجهه عليه الصلاة والسلام وبيان نور وجهه عليه الصلاة والسلام وأنه أبهى من القمر واضوء من الشمس ووتقدم معنا أيضا طيب عرقه عليه صلوات الله وسلامه، وكيف كان يؤخذ ليوضع فى الطيب ليزداد الطيب طيبا، فطيب نبينا عليه الصلاة والسلام عرق نبينا عليه الصلاة والسلام أطيب أنواع الطيب على نبينا صلوات الله وسلامه، إذا هذا الخلق الذى ينفرد بهذه الأمور له اعتبارات ينبغى أن نستدل بها، فقد يقول قائل: قد يوجد هذا لصالح أن يكون له ريح طيبة وعرقه طيب؟، نقول: هل الصالح ادعى النبوة؟ وهل ما يحصل للصالح من كرامات يدل على أنه نبى، ما حصل له هذا إلا بركة اتباعه للنبى عليه الصلاة والسلام، لكن أرينى متنبئاً دجالا ادعى النبوة وهوكذاب يشم منه ريح الطيب وريح المسك من غير تطيب ومن غير تعطر ثم بعد ذلك إذا مج فى بئر يفو منها المسك أرنى هذا، نعم قد يأتى صالح ويكرمه الله بهذا لكن لا يوجد دعوى النبوة والرسالة، هذا ببركة اتباعه للنبى عليه الصلاة والسلام فذاك كرامة، أما عندنا هذا صادق وقال: أنا رسول الله عليه الصلاة والسلام إذاً بين أمرين إما أنه صادق فى دعوى الرسالة فهذا الكمال فى خَلْقه وخُلُقه فى محله، إما أنه كاذب فى دعوى الرسالة لابد من أن يهتك الله ستره وأن يشوه خَلْقه وأن يبين بعد ذلك إنحطاطه ووضاعته وشناعة خلقة فى الحياة قبل الممات لابد، وأما أن يؤيده الله وأن يزيده بعد ذلك تمكيناً ومددا، هذا لايمكن أن يحصل بحال، فانظر لهذه الأحاديث التى تبين لنا خَلْق نبينا عليه الصلاة والسلام وملاحته وطيبه عليه صلوات الله وسلامه.