يقول حديث آخر فى المجذومين لا تديموا النظر إلى المجذومين إلى آخره سيأتينا هذه الأحاديث ثم بعد ذلك يقول الخلاف فى ذلك كأنه يذهب إلى ما ذهب إليه عيسى ابن دينار من أنه كان فى أول الأمر ثم نسخ ولذلك يقول الخلاف فى ذلك ثم أورد كل ثقة بالله وتوكلا عليه الأحاديث يوردها بأسانيدها وحديث أبى ذر سيأتينا رضى الله عنهم أجمعين أن نبينا الأمين عليه الصلاة والسلام قال كل مع صاحب البلاء تواضعا لربك وإيمانا به وأثر آخر ختم به هذا الأمر وهو أثر عبد الله ابن عباس وسيأتينا يقول أجلس ابن عباس مجذوما معه يأكل فقال له عكرمة قال عكرمة فكأنى كرهت ذلك فقال ابن عباس فلعله خير منك وسيأتينا خير منك ومنى حتى قال ابن عباس فى غير رواية ابن شاهين قد جلس مع من هو خير منى ومنك يأكل معه يعنى النبى عليه الصلاة والسلام ابن شاهين يرى أيضا النسخ كعيسى ابن دينار والحافظ ابن حجر أضاف القول بالنسخ إلى عيسى ابن دينار فى الفتح والإمام العراقى كما قلت لكم فى شرح ألفيته له شرح عليها فى المكان المشار إليه أضاف القول بالنسخ إلى ابن شاهين عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا أبو حفص عمر ابن أحمد ابن عثمان ابن شاهين توفى سنة خمس وثمانين وثلاثمائة للهجرة هذا المسلك الأول وهذا فى الحقيقة مع سلامته من حيث الظاهر فيه تخطى للطريق الأول فإذا أمكن لا يجوز أن نعدل عنه والجمع ممكن فإعمال الدليلين خير من إهمال أحدهما والقاعدة عند أئمتنا لا يصار إلى النسخ والترجيح عند إمكان الجمع لا يصار إليهما إلا عند تعذر الجمع فإذا أمكن لا نعدل عنه لأننا نعمل بجميع كلام الشارع الذى لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام ونحمل كل واحد من كل صنف من كلامه على حالة معينة فهذا كما قلت مع وجاهة مسلكه وجلالة من قال به فيه تجاوز للطريق الأول ألا وهو الجمع أبعد من تخطى الطريق الأول والثانى وذهب إلى الترجيح والذين سلكوا الترجيح على طرفى نقيض منهم من رجح الأخبار التى تدل