والحديث أقطع بصحته وأسأل أمام الله عز وجل فقد روي عن عدة من الصحابة الكرام بروايات متعددة فيه هذا المعنى ومن تلك الروايات رواية عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما وهي في مسند الإمام أحمد وسنن النسائي وابن ماجه ورواها الحاكم في المستدرك وصحح الرواية وأقره الإمام الذهبي ورواها ابن حبان في صحيحه والبزار في مسنده بنحو اللفظ المتقدم من رواية عبد الله بن عمر رضي الله عنهما دون الزيادة التي في آخر الحديث [فإن عاد الرابعة فتاب لم يتب الله عليه وغضب عليه ... ] ، وإنما [فإن عاد الرابعة كان حقا على الله أن يسقيه من نهر الخبال من طينة الخبال قالوا وما نهر الخبال وما طينة الخبال يا رسول الله قال صديد أهل النار] .
ورواية ثالثة عن سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما هي في سنن أبي داود وإسنادها حسن لغيره، ولفظ الحديث عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [كل مسكرٍ خمر وكل مسكرٍ حرام ومن شرب مسكرا بخست صلاته أربعين صباح فإن عاد الرابعة كان حقا على الله أن يسقيه من رضغة الخبال قالوا وما رضغة الخبال يا رسول الله قال عصارة أهل النار] بخست أي انتقصت صلاته وما قبلت عند الله عز وجل.
وهناك روايات متعددة بهذا المعنى منها رواية أسماء بنت يزيد رضي الله عنها وأرضاها في مسند الإمام أحمد ومعجم الطبراني الكبير ومنها رواية أصدق هذه الأمة لهجة سيدنا أبي ذر رضي الله عنه وأرضاه في المسند ومعجم الطبراني الكبير ومسند البزار وإسناد الروايتين حسن كما في الترغيب والترهيب للمنذري في الجزء 10/367، ولفظ الروايتين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [من شرب الخمر غضب الله عليه أربعين ليلة فإن مات مات كافرا فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد كان حقا على الله أن يسقيه من نهر الخبال قالوا وما نهر الخبال يا رسول الله قال عصارة أهل النار] .