ثبت الحديث بذلك في سنن الترمذي وحسنه ومستدرك الحاكم وصححه وأقر التصحيح الإمام الذهبي والإمام المنذري ولفظ الحديث من رواية سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد لم تقبل له صلاة أربعين صباحا فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد الثالثة لم تقبل له صلاة أربعين صباحا فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد في الرابعة لم تقبل له صلاة أربعين صباحا فإن تاب لم يتب الله عليه وغضب عليه وكان حقا عليه أن يسقيه من نهر الخبال قالوا وما نهر الخبال قال عصارة أهل النار] .
إخوتي الكرام:
وكون شارب الخمر لا تقبل له أعمال أربعين يوما هل لأن الخمر لها أثر حسي في النفس لا يزول إلا بعد أربعين يوما أو هل لها أثر معنوي لا يزول إلا بعد أربعين يوما أو لها أثر حسي ومعنوي لا يزول إلا بعد أربعين يوما مرد ذلك وعلمه إلى الله وجل وعلا، وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم آمنا بالله وبما جاء عن الله على مراد الله، وآمنا برسول الله صلى الله عليه وسلم، وبما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه ما قاله بعض أئمتنا إن أثر الخمر الحسي يبقى في البدن أربعين يوما ولا يمكن أن يستحيل الطعام والشرب على وجه التمام إلا بعد مضي هذه المدة هذا محتمل وما قاله بعض أئمتنا من أنه يبقى أثر معنوي لما تزرعه في النفس من خبث ردي مدة أربعين يوما وعليه مادام هذا الأثر المعنوي باق في النفس البشرية لا يقبل عمل لشارب الخمر بعد أن يشربها مدة أربعين يوما هذا محتمل والعلم عند الله جل وعلا.