ويشربها ويزعمها حلالا ... وتلك على المسيء خطيئتان
... يقول إذا ابتليت بشرب الخمر فاشربها وقل أنا عاصي لله وأرجو مغفرة الله ورحمة الله وإياك ثم إياك أن تحلل الخمر وبالتالي لا ترى أنك مسيء وبذلك قد ارتكبت وزرين شرب الخمر وعدم الاعتراف بالذنب.
والأمر الثاني أكل الحرام:
وأريد من أكل الحرام تناول الحرام سواء كان عن طريق الأكل أو الشرب أو اللباس أو السكن أو الأساس المقصود أنك تستعمل شيئا لا يحل لك أن تستعمله وحرمه الله عليك شراب طعام لباس أساس مسكن كل هذا حصلته من غير طريق شرعي هذا يحبط عملك عند الله وإن لم ينقض عبوديتك لربك وإن لم يجعلك من الكافرين لكن العمل لا يقبل عند رب العالمين لا تقبل الصلاة ولا الصيام ولا يستجاب الدعاء إذا كان في تلك الأشياء التي تتعاطاها في هذه الحياة حرام، وقد أشار الله جل وعلا إلى هذا فقال بعد آيات الصيام: {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون} .
منبها إلى أننا إذا خالفنا هدي الله جل وعلا في آيات الصيام فأكلنا وشربنا ما حرم الله علينا في نهار رمضان لا يقبل الله منا الصيام وهكذا لو أكلنا الحرام من باب أولى لايقبل الله منا الصيام لأن ترك الحرام آكد في شريعة ذي العزة والجلال من ترك الطعام والشراب في نهار رمضان استمع لهذه الدلالة التي استنبطها أئمتنا المفسرون عليهم رحمات الحي القيوم يقول: {ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون} .