الحديث بالضعف بجهالة العالية زوج أبي إسحاق السبيعي فهو واهم، أبو إسحاق يروي عن زوجه العالية أنها دخلت على أمنا عائشة رضي الله عنها فسألتها أم محبة وهي امرأة من الكوفة فقالت يا أم المؤمنين بعت جارية إلى زيد بن أرقم بثمانية درهم إلى عطائه واشترط عليه أنه إذا أراد أن يبيع الجارية فينبغي أن يبيعني إياها فبعد فترة أراد أن يبيعها فباعني إياها فاشتريت الجارية منه بستمائة درهم نقدا فقالت أمنا عائشة رضي الله عنها يا أم محبة بئس ما شريت وبئس ما اشتريت أخبري زيدا أن جهاده قد بطل مع رسول الله إلا أن يتوب فقالت أم محبة فما كفارته يا أم المؤمنين؟ فقالت: التوبة لرب العالمين {الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} ، فالتحايل على الحرام يحبط العمل عند ذي الجلال والإكرام.
نعم إن العبرة في العقود في المقاصد والمعاني لا للألفاظ والمباني فبيع العينة معاملة ربوية وهو في الظاهر مبايعة شرعية قال الإمام ابن الأثير ولذلك قالت أمنا عائشة رضي الله عنها هذا الكلام وانتشر بين الصحابة الكرام فلم ينكر ذلك عليها أحد منهم رضي الله عنهم وانظروا كلام الإمام الشافعي حول هذا الحديث وقارنوه بما ذكرت في كتابه الجليل الأم في الجزء 3/78.
هذا الأمر الأول من الأمور الأربعة التي سنتدارسها في هذه الموعظة الاحتيال على أكل ما حرمه ذو العزة والجلال.
إخوتي الكرام:
لو قدر أن الإنسان وقع في معصية من معاصي الرحمن فليعترف بتقصيره وانكساره لربه وليستغفر الله جل وعلا أما أن يسلك مسلك التأويل الاحتيال والتبرير فليس هذا من صفة المؤمنين ولذلك قال بعض القائلين ونعم ما قال:
وأشربها وأعلمها حراما ... وأرجو عفو ربي ذي امتنان