كأن الله يقول يا عبادي يا من أطعتموني في ترك الشراب والطعام في نهار رمضان أطيعوني في ترك الحرام على الدوام فإذا تناولتم شرابا وطعاما في نهار الصيام لا يقبل الصيام وإذا دخل جوفكم أو استعمل بدنكم شيئا مما حرم الله في شراب أو طعام أو لباس أو سكن أو أساس لا تقبل العبادة عند الله جل وعلا كما لم أكلت في نهار رمضان ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون تعلمون أن هذا حرم عليكم لا يجوز أن تأكلوا الأموال بالباطل ولا يجوز أن تدفعوا الرشوة إلى الحكام ليحكموا لكم بالباطل الذي حرمه الرحمن إذا فعلتم شيئا من ذلك لن تقبل الصلاة والصيام ولا غير ذلك من عبادات الرحمن وهذه الآية جاءت بعد عبادة الصيام وفي أثناء عبادة الصيام ذكر الله عبادة الدعاء ثم عقبها بالامتناع عن الحرام في جميع الأوقات وأن من لم يمتنع لن يقبل الله دعاءه ولن يقبل صومه ولن يقبل سائر عباداته فأكل الحرام محبط للأعمال عند ذي العزة والجلال.

وقد وضح لنا هذا نبينا صلى الله عليه وسلم:

ففي مسند الإمام أحمد وصحيح مسلم، والحديث رواه الترمذي في سننه والدارمي في سننه والبيهقي في السنن الكبرى وهو صحيح صحيح من رواية سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: [إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال جل وعلا: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم} ، وقال جل وعلا: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون} قال أبو هريرة رضي الله عنه: ثم ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم: الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015