كما قلت – وبين إصابة الحق قد يكون الإنسان مصيباً [قد يكون] وهو مخلص أو لا يكون على حق أو لا صلة له كما قلت بالإخلاص. فعندنا إتباع وعندنا إخلاص.
فإذا اتبعت أحسنت، وإذا أخلصت أحسنت، وقد يوجد إخلاص بلا إتباع وقد يوجد إتباع بلا إخلاص.
فقولك: (كنت أتمنى أن يكون مخلصاً وإن كان مخطئا) هل أطلعك الله على غيبه؟ وإذا رجعت عن قولك وقلت إن الله أطلعني عن طريق خرق العادة وهذا بسبب كرامةٍ حصلت لي فليتك بينت هذا من أجل أن نكون على بينة وأسأل الله أن يلطف بأحوالنا إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين. أيها الشيخ الكريم: من المقرر عندنا في كتب الحديث الشريف – حديث نبينا عليه الصلاة والسلام – حديث عمر رضي الله عنه وأرضاه وهو حديث عظيم وجليل له وقع في الإسلام كبير وهو ثابت في الكتب الستة وغيرها: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرئ ما نوى) ولا يطلع على ما في النيات إلا رب البريات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه وقد كان أئمتنا الكرام يستحبون بدأ أعمالهم بهذا الحديث. قال عبد الرحمن بن مهدي – كما تقدم معنا في أوائل دروس سنن الترمذي – وقد توفي سنة 198 هـ - من صنف كتاباً فليبدأ بحديث عمر وهذا ما فعله البخاري.