هناك معناً آخر للأمر له بالوضؤ، وهو أن من يسبل إزاره الأصل فى ذلك أنه يفعل خيلاء وكبر سوآء قصد أو لم يقصد، لكن هذا من علامة الكبر والأشر والبطر، والكبر هذا من صفات الشيطان وهو أول المتكبرين، والشيطان خلق من نار والنار تطفأ بالماء، وعليه كأن النبى عليه الصلاة والسلام يقول لهذا الصحابى: إذا أسبلت ففيك خصلة من خصال الشيطان، والشيطان جمرة تتوقد لابد لها من أن تطفأ بالماء فأعد وضوءك يذهب عنك غرور الشيطان وكبره ورجسه ووسوسته فتقصر بعد ذلك ثوبك، ولذلك لما توضأ المرة الأولى وأعاد وما حصل الأثر قال مرة ثانية انتبه الصحابى لنفسه ولانت نفسه فقصر ثوبه وجاء فسكت عنه النبى عليه الصلاة والسلام، فقال بعض الحاضرين: أمرته بالوضوء ثم سكت عنه لماذا؟ قال: كان يصلى وهو يسبل وزالت العلة الآن الثوب قصر، ولا يقبل الله صلاة رجل مسبل.، والحديث كما قلت فى سنن ابى داود وإسناده صحيح.
وقد أخبرنا نبينا عليه الصلاة والسلام أن المؤمن ينبغى أن يكون ثيابه إلى منتصف ساقيه وهذا هو السنة ولا حرج عليه ولا جناح إذا زاد إلى الكعبين فما نزل عن ذلك إن كان بطراً وخيلاء فلا ينظر الله إليه، وإن لم يكن بطراً وخيلاء فهو أيضاً عاص لله ما نزل عن ذلك ففى النار قصد الخيلاء أو لم يقصد.، ثبت الحديث بذلك فى سنن ابى داود من رواية أبى سعيد الخدرى رضي الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: إزرة و (أزرة) المسلم إلى أنصاف ساقيه إلى نصف الساق ولا حرج أو لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين، يعنى إن مد الثوب إلى الكعبين، عظمان ناتئان فلا حرج عليه، وما كان أسفل من الكعبين ففى النار ومن جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه.