وقد أخبرنا نبينا عليه الصلاة والسلام أن من صلى وهو مسبل إزار لا يقبل الله صلاته، وهذا مما يدل على أن الإسبال كبيرة وأنه يعنى معصية فظيعة، ثبت الحديث بذلك فى سنن أبى داود قال الإمام النووى عليه رحمة الله فى رياض الصالحين إسناده صحيح على شرط الإمام مسلم ولفظ الحديث عن أبى هريرة رضي الله عنه قال: بينما رجل يصلى وهو مسبل إزاره أمره النبى عليه الصلاة والسلام أن يذهب فليتوضأ، فذهب وتوضأ ثم جاء وهو مسبل إزاره، فأمره أن يتوضأ فذهب ثم جاء، فسكت عنه النبى عليه الصلاة والسلام، فقال بعض الحاضرين لم يعلم اسمه: يارسول الله عليه الصلاة والسلام أمرته بالوضؤ ثم سكت عنه، قال: كان يصلى وهو مسبل إزاره ولا يقبل الله صلاة رجل مسبل.
قال أئمتنا: عندما كان يصلى وهومسبل أمره النبى عليه الصلاة والسلام يذهب ويتوضأ ويأتى، أى بدون إسبال ينبغى أن ينتبه، فجاء مع إسبال، قال: اذهب وتوضأ مرة أخرى، فانتبه لأمره، فذهب وتوضأ ولم يأتى بإسبال قصر الثوب ورفعه، فما أمره بأن يتوضأ بعد ذلك، إن قيل: لما يتوضأ؟ وهل إسبال الثوب من مبطلات الوضؤ؟ لا ثم لا، لكن نقول: الصلاة المقبولة هى التى تنهى عن الفحشاء والمنكر وإذا صلى وهو مسبل دل على أن صلاته ما نهته عن الفحشاء والمنكر وبالتالى ما قبلت، فإذا لم تقبل الصلاة دل على أن الوضؤ الذى حصلت فيه هذه الصلاة فيه أيضاً تقصير، فهو ينبغى أن يعيد الوضؤ مع الصلاة ليحتاط لنفسه، وهذا الذى أرشد إليه النبى عليه الصلاة والسلام هذه علة وهذه حكمة من الأمر له بالوضؤ لأن الصلاة عندما لم تنهه عن الفحشاء والمنكر ينبغى أن يعيدها من أولها، من وضوءها إلى صلاتها.