هذه حرية وهذه شطارة فى البيع والشراء وفى أمور الحياة، ما دخلك أنت فى هذه الأمور؟ { ... إنك لأنت الحليم الرشيد} .
قال أئمتنا الكرام: الذى صدر منهم على الحقيقة "إنك لأنت السفيه الجاهل " لكن الله كن عن قولهم بضدد قولهم لشناعة ما قالوه فما حكى قولهم السفيه إنك لأنت بدل الحليم السفيه، الرشيد الجاهل، يعنى أنت سفيه جاهل عندما تأمرنا بترك ما عليه آباءونا وبالتدخل فى حريتنا الشخصية فى أمولنا وغير ذلك، إنك لأنت السفيه الجاهل، وهذا أحد الأقوال الأربعة قيلت فى بيان هذه الجملة المباركة، ومعناها أنهم قالوا ضدها لكن الله كنى عنها لشناعتها إنك لأنت الحليم الرشيد وهم لم يقولواهذا، إنما أنت سفيه جاهل عندما تأمرنا بمخالفة آباءناوتتدخل فى شئوننا وأحوالنا.
وقيل: أنهم قالوا هذا على حسب زعمك، أى إنك لأنت الحليم الرشيد كما تزعم أنت تزعم أنك حليم رزين عاقل رشيد فطن، فكيف تنهانا عن تقليد الآباء وعن أن نفعل فى أموالنا ما نشاء كيف هذا؟ أو أنهم قالوا ذلك استخفافاً به وازدراء واستنكارا يعنى أنت حليم رشيد عندما تأمرنا أو أنهم حقيقة كانوا يعتقدون فيه الحلم والرشد، ونحن نعتقد فيك العقل والرزانة والحصافة، لكن كيف يصدر منك تدخل فى شئوننا وترك تقليد آباءنا؟،كيف هذا، حال الحلماء وحال الراشدين؟ ليس هذا حالهم إنك لأنت الحليم الرشيد، معانى كلها معتبرة وذكرها أئمتنا المفسرون، الشاهد { ... أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاءإنك لأنت الحليم الرشيد} ، طاغوت العرف والعادة وقف أمام هذه المنة التى منّ الله بها على عباده إرسال الرسل وإنزال الكتب، وهذا كما قلت: كلام عام فى طاغوت العرف والعادة، فلنضع الأسوة على بعض أمثلة نعيشها فى هذه الحياة أختم بها هذه الموعظة إن شاء الله.