أبو طالب ما منعه من اتباع النبى الذى نصره وبذل ما فى وسعه فى نصرته ما منع من اتباع من نصره وبذل روحه فى نصرته إلاّ العرف والعادة، نصر النبى عليه الصلاة والسلام وما اتبعه لما؟ تقليداً للعرف والعادة وهوعلى ملة عبد المطلب، إخوتى الكرام كما قلت: لكن الله لا يضيع مثقال ذرة، وقد أخبرنا ربنا على لسان نبينا عليه الصلاة والسلام أنه سيخفف عن أبى طالب العذاب وهو أهون أهل النار عذابا، كما ثبت فى الصحيحين وغيرهما من رواية العباس بن عبد المطلب وأبى سعيد الخدرى رضي الله عنهم أجمعين أن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له يا رسول الله عمك أبو طالب كان ينصرك ويحوطك ويمنعك فهل نفعه ذلك؟ فقال النبى عليه الصلاة والسلام: نعم هو فى ضحضاح من النار ولولا أنا لكان فى غمرات من النار، والضحضاح: هو الماء الرقيق القليل إذا خط فيه يجاوز كعبيك، هذا يقال له ضحضحاح، أى نار تصل إلى كعبيه فقط لا ترتفع إلى الساقين ومن باب أولى إلى الركبتين وإلى الفخذين وإلى وإلى، ولولا أنا أى لولا شفاعتى وأن الله شفعنى فيه لما بذله فى نصرتى لولا أنا لكان فى غمرات، أى كان فى النار تحيط به من جميع الجهات كما تحيط بالكافرين والكافرات، هو فى ضحضحاح من النار لا تصل إلى الكعبين فقط لاتزيد على الكعبين ولا بمقدار شعرة، ولولا أنا لكان فى غمرات من النار.
وثبت فى الصحيحين أيضاً أنه كان فى الغمرات ثم أخرج منها برحمة الله وتشفيعه لنبينا عليه الصلاة والسلام فيه، فقال نبينا عليه الصلاة والسلام وجدته فى غمرات من النار فأخذته إلى ضحضحاح من النار ووضع فى أخمصه، وهو المكان المنخفض فى الرجل أسفل القدم، هذا المكان المنحنى المجوف ووضع فى أخمصه جمرتان من نار جهنم يغلى بهما دماغه وإنه لأهون أهل النار عذابا ويرى نفه أنه أشد أهل النار عذابا، نسأل الله العافية والسلامة.