طاغوت العرف العادة ضل الضآلون بسببه، وقد أخبرنا الله جل وعلا عن ضلال الأمم وضلال المشركين فى كل ووقت بتقليدهم لآبائهم واتباعهم لأعراف قومهم، يقول الله جل وعلا فى سورة البقرة {وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا.....} سبحان الله هذا رد وهذه عادات وأعراف وتقاليد، اتبعوا ما أنزل الله ربكم سيدكم مولاكم يعلم ما ينفعكم مما يضركم هداكم للتى هى أقوم، تسعون فى هذه الحياة وبعد الممات وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله ما راوا حجة فى دفع هذا الضلال إلا قالوا {بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون} ، أى حالنا مع الكفار عندما ندعوهم إلى دين العزيز الغفار سبحانه وتعالى كحال من يدعوا بهيمة ويناديها فالبهيمة لا تسمع من نداءه إلا أصواتاً وصياحا لكن لا تفقه ما يريد بتلك الأصوات وهذا ــ {ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق ... } أى يصيح ويصرخ {.....كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء..} أنت لو صحت بهيمة أو ناديت حيواناً ممن يمشى على أربع ماذا يسمع منك الصراخ والصياح ـ لا يسمعون من نور وهداه عندما يعرض عليهم إلا ألفاظاً لا تؤثر معانيها فى قلوبهم {ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون} ، إذاً هذه حجة المشركين، ... {بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا....} ، وهكذا ذكر الله هذا المعنى فى سورة لقمان رضي الله عنه وعن الصديقين الكرام، يقول الله جل وعلا {ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير. وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا ... } {....ألفينا عليه آباءنا ... } ،