أى عطل الإنكار على من يفعلون المنكر وتعارف الناس على فعل المنكر فصار المنكر معروفا، يقول الإمام الشيخ مصطفى صبرى عليه رحمة الله:
وليته قال ولو أدرك زماننا لقال:
وتعارف القوم الذين عرفتهم ... بالمنكرات فأنكر الإنكار.........
ليس عطل، إنما إذا أنكرت على من يفعل المنكر ينكر عليك، كأن المنكر صار شريعة محكمة يتعامل الناس على حسبها فلا يجوز الإنكار عليها.
وتعارف القوم الذين عرفتهم ... بالمنكرات فعطل الإنكار
وتعارف القوم الذين عرفتهم ... بالمنكرات فعطل الإنكار
إخوتى الكرام: وتقدم معنا فى آخر الموعظة السابقة أن هذا العرف الجاهلى الذى وجد من أثر هؤلاء الأصناف الأربعة، هذا العرف الجاهلى قلت هو أول طاغوت عودى به رسل الله الكرام عليهم الصلاة والسلام، وهو أعظم شىء يرد به هدى الله ويدفع نوره: طاغوت العرف والعادة، وقلت: إن هذا الطاغوت هو العصا الذى كان يلوح بها الجاهليون فى وجوه رسل الحى القيوم عليهم صلوات الله وسلامه، وبها يلوح بهاكل جاهل فى كل عصر فى دفع نور الله وهداه..... طاغوت العرف والعادة.
وتقدم معنا أن حجة فرعون وهى الحجة الفرعونية {قال فما بال القرون الأولى} .، والحجة القرشية كما نقدم معنا {ما سمعنا بهذا فى الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق} ، إلى هنا إخوتى الكرام كنا تدراسنا هذا فيما مضى وقررته بشىء جديد فى أول هذه الموعظة، وأكمل هذا المبحث إن شاء الله فى هذه الموعظة المباركة إنشاء الله.