ثبت فى معجم الطبرانى الكبير بسند رجاله موثقون كما الإمام الهيثمى فى المجمع عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال (ما أتى على الناس عام إلا وأحدثوا فيه بدعة وأماتوا فيه سنة، حتى تحيا البدع وتموت السنن فنور الله ـ يصبح غير ظاهر بين الناس والبدع هى الشريعة التى يحتكم إليها الناس حتى تحيا البدع وتموت السنن، وهذه البدع يعكف الناس عليها على أنها أعراف عامة وتقاليد لازمة لا يجوز الخروج عنها، فإذا تعارف الناس على هذه البدع وتتابعوا عليها لاينكر بعض إذا فعلوا شيئا خلاف شريعة الله المطهرة.
وتقدم معنا إخوتى الكرام حديث أنس رضي الله عنه الذى رواه أحمد فى المسند وابن ماجة فى السنن وأبو يعلى فى مسنده، أن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم قالوا للنبى عليه الصلاة والسلام: متى نترك الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، أى فى أى حالة من الإنحطاط نصل إليها، فإذا وصلنا إليها تركنا قطب الإسلام وأعظم دعامة فيه ألا وهى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، فقال عليه الصلاة والسلام [إذا ظهر فيكم ما ظهر فى الأمم قبلكم، إذا كان العلم فى رذالتكم، فى الفساق، والملك فى صغاركم، والفاحشة فى كباركم] ، إذا وجد هذا الأمر فيكم تتركون الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وتقدم معنا إخوتى الكرام أن الحديث صحيح ورواه الطبرانى أيضاً فى الأوسط من رواية حذيفة بن اليمان رضي الله عن الصحابة الكرام أجمعين.
فنتج عن الأصناف الأربعة عرف جاهلى إحتكم الناس إليه دون شرع الله المحكم دون شرع الله العلى، فاحتكموا إلى هذا العرف، فإذا تعارفوا على المنكرات لن ينكر بعضهم على بعض، ورحمة الله على شيخ الإسلام الشيخ مصطفى صبرى عليه رحمة الله، عندما كان يقول ويسرد وينشد قول الشاعر:
وتعارف القوم الذين عرفتهم ... بالمنكرات فعطل الإنكار