تقدم معنا إخوتى الكرام أنه عارضها أربعة أصناف من الخلق حالوا بين وصول إلى المخلوقين، من العلماء الفاجرين والحكام الظالمين الجائرين، والعباد الجاهلين والمتفلسفة المخرفين، وبينت وجه معارضة كل من هؤلاء لهذه النعمة وكيف وقف كل واحد من هؤلاء حجر عثرة فى طريق هذه النعمة ووصولها إلى العباد الذين أرسل الله إليهم الرسل وأنزل عليهم الكتب ليهتدوا بهذه النعمة فوقف هؤلاء الصناف أمام هذه النعمة وحالوا بينهم وبين هذه النعمة الجليلة الكريمة.
تقدم معنا إخوتى الكرام هذا وقلت نتج عن هؤلاء الأصناف الأربعة بعد ذلك شريعة بين الناس تسمى بالعرف والعادة، فعكف الناس عليها من دون شريعة رب العالمين واحتكموا إليها فى جميع شئون حياتهم، شريعة العرف شريعة العادة، أنم يسيروا على ما سلكه آبائهم وأجدادهم وما عليه أعراف قومهم، نتج عن هؤلاء الأصناف الأربعة هذا العرف العام وهذه العادة التى يسير الناسعليها، وتقدم معنا أثر العرف وضغت العرف على الناس، وكيف ضل بهذا الأمر أناس كثيرون، وفرقت بين العرف المعتبر وبين العرف المنكر، وبينت إخوتى الكرام فى الموعظة السابقة أن العرف يصيغه ويصنعه ويحدده ويوجده علية القوم وخاصتهم وهم هؤلاء الأصناف الأربعة كما تقدم معنا، ففى كل يوم يحدث الناس شيئا من الأهواء والعادات والضلالات والبدع فيأخذ الناس بها ويهملون شيئاً من الهدى والسنن.