ومن كان له فرط يكون سبب فى دخوله الجنة، فقالت: فمن لم يكن له فرط من أمتك، ما مات له ولد من أولاده أو ما تزوج أو تزوج وما رزق أولادا فما حاله عند الله، المصيبة العظمى أعظم من موت الآباء والأبناء والامهات والأزواج والإخوة والأخوات موت خير البريات عليه الصلاة والسلام، قال: أنا فرط من لا فرط له، فإنه لم يصابوا بمثلى على نبينا صلوات الله وسلامه.
وثبت فى سنن ابن ماجة وبوب عليه فى الجنائز باب الصبر على المصيبة، والأثر عن أمنا عائشة رضي الله عنها والأثر المتقدم يشهد لهذا وستأتى آثار كثيرة بمعناه، قالت: فتح النبى صلى الله عليه وسلم بابا بينه وبين الناس فى مرض موته أو كشف سترا، فتح الباب وكشف الستر الذى بينه وبين الناس بين حجرته وبين الناس فى مسجده على نبينا صلوات الله وسلامه، يقول: فإذا هم وراء أبى بكر رضي الله عنه يصلون والنبى عليه الصلاة والسلام فى مرضه فى بيته عليه صلوات الله وسلامه ففتح الباب وكشف الستر ونظر إليهم فإذا هم وراء أبى بكر يصلون، فحمد الله على ما راءه من حسن حالهم ورجى أن يخلفه الله فيهم بالذى راءه، ثم قال عليه صلوات الله وسلامه أيما احد من المسلمين أصيب بمصيبة فاليتعزى بى، فاليتعزى بمصيبتى عن مصيبته بغيرى، فإن أحدا من أمتى لن يصاب بعدى بمثل مصيبتى عليه صلوات الله وسلامه، إذا هو عزائنا فيما يقع علينا من مصائب عليه صلوات الله وسلامه لنتعزى به لم يصب المسلمون بمصيبة كمصيبتهم بموت نبيهم على نبينا صلوات الله وسلامه، ولذلك لما توفى ولد لبعض الناس وكان إسم الولد محمد، كتب إليه بعض الناس يعزيه فى ولده فقال له:
اصبر لكل مصيبة وتجلد ... واعلم بان المرء غير مخلد
أوما تر ى أن المصائب جمة ... وترى المنية للعباد بمرصد
من لم يصب ممن ترى بمصيبة ... هذى سبيل لست فيها بأوحد
فإذا ذكرت محمداً (يعنى ولده) ومصابه فاذكر مصابك بالنبى محمد عليه الصلاة والسلام