وكان هذا العبد الصالح أعنى عبد الله والد جابر هو أول مقتول فى موقعة أُحد وهو الذى تفرس بذلك كما فى مسند الإمام أحمد وغيره قال لولده لولا أننى سأخلف تسعة بنات بعدى لقدمتك بين يدى لتقتل وما أحد أخلفه أعز على منك بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام أنت بعد الرسول عليه الصلاة والسلام، أما هو أعز الخلق عليه صلوات الله وسلامه فأريد أن تبقى من أجل البنات من أجل أخواتك وما أرانى إلا أول مقتول، أنا أتوقع أن من سيقتل فى هذه الموقعة هو أنا وكان كذلك رضي الله عنه وأرضاه، فالأمير أمير مكة، لما تذكر قصة هؤلاء فى الليلة ندم على تخلية وكيع، ثم قال الفسوى: فسمعت سعيد بن منصور يقول: كنا بالمدينة فكتب أهل مكة إلى أهل المدينة بالذى كان من وكيع، لما خرج وكيع من مكة ندم أهل مكة على تخلية وكيع، فكتبوا إلى أهل المدينة، يقول: تداركوا الأمر إذا جاءكم أقتلوه واصلبوه، وقالوا: إذا قدم عليكم فلا تتكلوا على الوالى وارجموه حتى تقتلوه، قال: فعرضوا علىّ ذلك وبلغنا الذى هم عليه فبعثنا بريدا إلى وكيع ألا يأتى المدينة، ويمضى من طريق الربدة، وكان قد جاوز مفرق الطريقين، فلما أتاه البريد رده، أى من الذهاب إلى المدينة ومضى إلى الكوفة، يقول: ونقل الحافظ ابن عدى فى ترجمة عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبى رواد، أنه هو الذى أفتى بمكة بقتل وكيع، وقال ابن عدى: أخبرنا محمد بن عيسى المروزى فيما كتب إلىّ قال: حدثنا أبى عيسى بن محمد قال: حدثنا العباس بن مصعب قال حدثنا قتبة قال حدثنا وكيع، قال حدثنا اسماعيل بن أبى خالد فساق الحديث ثم قال، قال قتبة حدث وكيع بمكة بهذا سنة حج الرشيد، هارون الرشيد، فقدموه إليه فدعى الرشيد سفيان بن عيينة وعبد المجيد بن أبى رواد، فأما عبد المجيد فإنه قال: يجب أن يقتل فإنه لم يروى هذا إلا من فى قلبه غش للنبى صلى الله عليه وسلم، وقال سفيان: لا قتل عليه رجل سمع حديثا فأرواه يعنى فنقله ورواه والمدينة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015