رضي الله عنه وأرضاه له منزلة عالية عند الله جل وعلا كما أخبر عن ذلك رسول الله عليه الصلاة والسلام، ففى المسند والصحيحين وسنن النسائى عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: لما قُتل والدى يوم أُحد ومثل المشركون به، جئت فكشفت عن وجهه وقبلته وبدأت أبكى، فجعل الصحابة ينهونى عن البكاء، ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينهانى، ثم جاءت عمتى وهى زوجة عمرو بن الجموح رضي الله عنهم أجمعين، فبدأت تبكى، فقال لها النبى صلى الله عليه وسلم: تبكيه أو لا تبكيه..وفى روايةٍ تبكين أو لا تبكين، وفى روايةٍ لا تبكيه..فوالذى نفسى بيده ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها رفعتموه، يعنى حتى رُفع ووُرى رضي الله عنه وأرضاه فى ترابه، الملائكة تظله بأجنحتها، وقد كلم الحق جل وعلا والد جابر رضي الله عنهم أجمعين، كلمه كفاحاً بعد إستشهاده أى مشافهة من غير حجاب ولا حاجز.

ثبت الحديث بذلك فى سنن الترمذى وقال حسن غريب ورواه الإمام ابن ماجه فى سننه والحاكم فى مستدركه وصححه ووافقه عليه الذهبى أن النبى صلى الله عليه وسلم قال لجابر بن عبد الله رضي الله عنهم أجمعين: ألا أُبشرك بما لقى الله به أباك؟ قلت: بلى يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال إن الله لم يكلم أحداً إلا من وراء حجاب، وكلم أباك كفاحاً، فقال: عبدى تمنى على أعطك، ماذا تريد؟ تمنى على أُعطك، فقال: ربى أُريد أن تعيدنى إلى الحياة الدنيا لأقتل فيك ثانيةُ، قال: قد سبق القول منى بأنهم إليها لا يرجعون، قلت: فأخبر من ورائى، فأنزل الله {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون} .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015