بعد أن أطلقته ندمت يعنى هذا لا زال يستحق ضرب الرقبة، يقول: أنا لما أطلقته رجعت إلى بيتى فى الليل فتذكرت حديث جابر، وأذكر لكم حديث جابر فى أنه عندما ذهب ليخرج والده عبد الله بن عمرو بن حرام رضي الله عنهم أجمعين، وهو من شهداء أحد أن يغير قبره عندما جاء السيل وجرفهم، جاء بعد ست وأربعين سنة، هذه حادثة ثانية من تغيير عبد الله بن عمرو بن حرام والد جابر، وسبقتها حادثة سأذكرها إن شاء الله، بعد ست وأربعين سنة وجده لوالده ولعمرو بن الجموح أيضا، وجد هذين الصحابين الجليلين عندما نبش السيل قبريهما رطابا يتثنون كأنهم وضعوا هذه الساعة، وكان عبد الله والد جابر قد اصيب فى وجهه فجرح فلما استشهد وضع اصبعه على وجهه يقول فلما حولنا قبره ويعنى فى القبر بعد أن جرفهخ السيل رفعت يده فانبعث الدم منها بدأ يسيل، بعد ست وأربعين سنة، فأعدت اصبعه إلى مكان الجرح فو قف الدم، فالأمير يقول: إنا تذكرت هذا الحديث، إذا كان الشهداء ما ثنيت أجسامهم ولا بليت، فكيف بخاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام، يقول: أنا ندمت على تخليتى وكيع وليتنى ضربت رقبته، وهو شيخ المسلمين وما قال: إن الأرض أكلت أبدانهم ولا أنثنوا ولا تغيروا إنما قال: انثنت خنصراه، بعد ان أخر دفنه، وهذا من ذبول الموت لا بد منه، يعنى الإنسان عندما يكون حيا فيه هذا النشاط ويحرك اصابعه إذا نام يذبل، وإذا مات يذبل لكن بدون عفونة وتغير ونتن وثناء جسم، هذا كله ما حصل على عليهم، مع ذلك يقول الأمير: أنا ندمت على تخليتى هذا، ليتنى ضريت رقبته تعظيماً لرسول عليه الصلاة والسلام.
إخوتى الكرام قصة عبد الله بن عمرو بن حرام والد جابر رضي الله عنهم أجمعين ثابتة فى صحيح البخارى وهذا فى التغيير الأول ونقلهم فى المرة الأولى، وقد أشار إليه البخارى فى كتاب الجنائز باب: هل يخرج الميت من القبر واللحد لعلة؟