ولذلك كان أئمتنا يقولون إذا رفع العالم فى الحلال رفعت الرعية والناس والعامة بعد ذلك فى المكروهات فإذا رفع العالم فى المكروه وفعله فعل العامة الحرام فإذا فعل العالم الحرام كفر الناس يعنى حتما الناس دائما وراء العالم فهو إذا احتاط هم عندهم شىء من التفلت فإذا هو تفلت فكيف سيكون حال الناس بعد ذلك والعامة دائما هذا قائدهم فهو سيريهم الحذر من نفسه ليحذروا وألا يجالس واحد منهم أمردا وأن يحتاط غاية الاحتياط وكان هذا العبد الصالح بشر الحافى كما فى مجموع الفتاوى فى الجزء الحادى عشر صفحة خمس وأربعين وخمسمائة فى المكان التقدم وهكذا فى الجزء الخامس كان لا يدع أمردا يجالسه أمرد يجالس بشر الحافى لا يمكن يقول فتح وكان يقول كما فى ذم الهوى وتلبيس إبليس فى المكان المتقدم احذروا صحبة الأحداث.
ومن الآثار المروية فى ذلك أيضا ما نقل عن العبد الصالح أبى منصور عبد القاهر ابن طاهر الإمام البغدادى توفى سنة تسع وعشرين وأربعمائة للهجرة وبشر الحافى توفى سنة سبع وعشرين ومائتين رضي الله عنهم أجمعين بلغ من ذكاء هذا الإنسان وعلمه ومكانته أنه يدرس تسعة عشر علما هو فيها إمام متخصص أبو منصور عبد القاهر ابن طاهر البغدادى صاحب كتاب الفرق بين الفرق يدرس تسعة عشر علما هو فى كل علم إمام متخصص فيه هذا الجهد وهذا النسك وهذه العبادة وهذا العلم وهذا الصلاح كان يقول من صحب الأحداث وقع فى الإحداث من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد من إحداث أهل البدع أحدث يحدث حدثا إحداثا فى دين الله عز وجل إحداث وقع فى البدع والضلالات والرزلات من صحب الأحداث وقع فى الإحداث أى أنه يحدث فى دين الله ما ليس منه.