ومن الآثار المنقولة أيضا فى ذلك ما نقل عن العبد الصالح أعقل أهل زمانه بشر الحافى بشر ابن الحارث رضي الله عنه وأرضاه الإمام العلم المحدث الزاهد الربانى القدوة شيخ الإسلام كما نعته بذلك الإمام الذهبى فى السير فى الجزء العاشر صفحة تسع وستين وأربعمائة قال إبراهيم الحربى رضي الله عنهم أجمعين ما أخرجت بغداد أتم عقلا ولا أحفظ للسانه من بشر الحافى لو أن عقله وزع على أهل بغداد لكانوا بذلك عقلاء عقله فقط بشر الحافى رضي الله عنه وأرضاه كان مع أصحابه جلوسا فمرت بهم جارية امرأة فسألت وأبا نصر أين باب حرب تريد أن تذهب إلى مكان فى بغداد اسمه باب حرب أين فقام ودلها على الطريق وأشار لها إلى الاتجاه الذى تذهب منه إلى باب حرث ثم جلس مع أصحابه فجاء غلام أمرد حدث بعد المرأة والجارية فسأله فقال أين باب حرث يسأل أيضا يريد هذا المكان أن يذهب إليه فأطرق بشر الحافى وغمض عينيه فأعاد ذات السؤال فغمض عينيه وما التفت إليه فذهب الغلام بعد ذلك قال لعله لا يعرف من أجل هذا أطرق وسكت فقيل له جاءت امرأة فسألت فأرشدتها وبينت لها الطريق وجاء غلام حدث لم تجبه وغمضت عينيك وأطرقت لما قال بلغنى عن سفيان يعنى الثورى رضي الله عنهم أجمعين أنه قال مع المرأة شيطان ومع الغلام شيطانان.
وفى رواية عن سفيان أيضا مع المرأة شيطان ومع الأمرد بضعة عشر شيطانا بضعة عشر قال فخشيت هذه الشياطين ليس الآن يعنى هذا يفتنونى به يعنى أجيبه وألتفت إليه هؤلاء الشياطين يزينونه فى عينى 453 وهو أعقل أعقل أهل زمانه وأنا على يقين رضي الله عنه وأرضاه ولا أزكيه على رب العالمين أنه ما فعل هذا هو فى الأصل يعنى خشية أن يتأثر لكن يريد أن يعلم تلاميذه وأصحابه الحذر احذروا يا عباد الله ولا تتساهلوا فى هذا الأمر وحقيقة إذا هو ما حذر كلهم يتساهلون بعد ذلك.