الآية.

المعنى الثانى: ممكن أن يقبل ذكره شيخنا عليه رحمة الله الشيخ مصطفى الحبيب الطير وهو من الشيوخ الصالحين فى بلاد مصر يقول القصة أيضا يعنى جاءه اثنان لاغتياله وقتله حقيقة يمكن أن يقبل هذا فلما تسورا عليه ونزلا بتقدير الله كان معه فى المحراب بعض أصحابه وخواصه وأحبابه وليس هو بمفرده فأولئك الآن لا يستطيعان أن يبديا ما فى أنفسهما فافتعلا خصومة افتعلاها لكن عليهما علامة الشر يريدان مكرا وبرا فنبى الله داود على نبيناو عليه الصلاة والسلام هم أن يحقق معهما وأن يبطش بهما هذا بقلبه يعنى هذان وعليهما علامة خصومة يعنى ادعى عن التسور وقلة الأدب والبذاءة ادعى لكل هذه كما قلت يعنى للأخطاء أيضا فى نفسهما محاولة جريمة ثم قال بما أن الله سلمنى وهو خير الحافظين فالكف عنهما يعنى وعدم الانتقام والانتصار للنفس أحسن كما كان يجرى من نبينا عليه الصلاة والسلام بكثرة كما تقدم معنا من يمنعك منى قال الله الحديث تقدم معنا فى صحيح البخارى وغيره ثم قال نبينا عليه الصلاة والسلام إذن من يمنعك منى قال كن خير آخذ قال أتؤمن قال لا أومن لكن أنا أطلب منك فقط أن تعفو قال قد عفوت عنك هذا حقيقة حسن خلق وسعة صدر والإنسان لا ينتقم لنفسه من أجل أن يعود هذا إلى رشده فكان خيرا له ولقومه فذهب إليهم وقال جئتكم من عند خير الناس فآمن وآمن قومه رضي الله عنه وعنهم بعفو النبى عليه الصلاة والسلام عنه.

وهنا كذلك عفا عنه فإذا لما يعنى كما قلت هم وفكر فى عقوبتهما ورجع عن ذلك كأنه رأى أن هذا لا يليق وأنهما تعرضا لما تعرضا له يعنى إلا بسبب لعله شىء من عدم يعنى القيام كما ينبغى نحو ما يجب لله علينا وكل واحد مفرط فى حق الله {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير} فاستغفر ربه إن صدر منه زلل فى حق الله عز وجل وخر راكعا وأناب واستغفر وعفا عن هذين.

هذان قولان مقبولان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015