المعلم التاسع: إن الفتيا ينبغي أن تكون على حسب المذاهب الأربعة، بل على حسب المذهب المنتشر بين المسلمين في مصر من أمصارهم، فإذا كنت طالب علم ورزقك الله ذكاء وبصيرة وإنصاف ومعرفة، وكنت قرأت مذهب الإمام الشافعي ورأيت فيما رأيت أن دليل الإمام مالك في هذه المسألة أقوى (فخذ به) وهذا فريضة الله عليك، لكن إياك أن تنشر هذا بين الناس، فذاك المذهب اتفقنا على صحته وعلى سلامته وبلدة من أولها إلى آخرها يتعبدون الله بمذهب هذا الإمام الذي أجمعت الأمة على صواب ما فيه، أنت رأيت خلاف ذلك اعمل به ولا حرج ولا حضر عليك، لكن إياك إياك أن تخرج على هذه الأمة وأنت تقول هذه المسألة في مذهب الشافعي مرجوحة وأنا رأيت أن مذهب الإمام مالك في هذه المسألة أرجح، قف عند حدك، الفتيا ينبغي أن تتقيد بما في المذاهب الأربعة، بل بما في مذهب إمامٍ مما انتشر في ذلك المكان، وهذا من أجل المحافظة على وحدة المسلمين، والقضاء على القيل والقال مما انتشر في هذا الزمان.
وسأقرر هذا عما قريب بكلام أئمتنا وعلى رأسهم الإمام الذهبي عليه رحمة الله.
المعلم العاشر: إياك ثم إياك ثم إياك أن تقول قولاً لم تسبق إليه مهما كانت قوته عندك، قول ما قيل في هذه الأمة وما عرف فيها، كما كان أئمتنا يوصون بذلك وفي مقدمتهم الإمام المبجل أحمد بن حنبل عليه رحمة الله، عند هذا المعلم العاشر أعرض عليكم فتيين أفتى بهم بعض الناس في هذه الأيام.