المعلم الرابع: لا يحتم على مسلم أن يلتزم بمذهب من هذه المذاهب، فالأمر بالخيار وكما قلت كلهم على هدىً وكلهم على حق، وتقدم معنا اخوتي الكرام في بيان اجتهادات أئمة الإسلام إنهم على صواب في جميع أحوالهم ولا يحكم على قول الواحد بالخطأ إلا إذا اجتهد فيما لا يصوغ فيه الاجتهاد فيما ورد فيه نص ولم يبلغه وما عدا هذا فيما يستنبطه من النصوص الثابتة وغيره كلهم على هدى إذا وجدت فيهم عدت الاجتهاد وآلته وعليه لا يتعين على أحد أن يلزم بمذهب من هذه المذاهب، وإذا أراد أن يصبح حنفياً شافعياً مالكياً حنبلياً، أراد أن ينتقل من مذهب إلى مذهب هو على هدى وهو على استقامة وهو على فضيلة، وهذه المذاهب حققت وهذبت ونقحت من قبل أتباعها كما سيأتينا، فما يوجد من زلل أحياناً يخالف الدليل حذر منه ونبه عليه واستعد من هذا المذهب الجليل لا يتعين على أحد أن يتعبد بمذهب واحد منها دون غيره، فالأمر كما قلت بالخيار، هذا أيضاً ينبغي أن نعيه اخوتي الكرام وهو المعلم الرابع.