إخوتي الكرام.. لابد من إخلاص النية لذي الجلال والإكرام وإذا كان إخلاص النية ضرورياً في جميع الأعمال فينبغي أن نخلص النية لذي العزة والجلال في الصيام على وجه الكمال لأن الصيام فيه شبه لتوحيد ذي الجلال والإكرام الصيام من بين سائر أركان وأمور الإسلام والإيمان هو الذي يشبه توحيد ذي الجلال والإكرام ولذلك أضافه إلى نفسه ربنا الرحمن فقال في الحديث الثابت في الكتب الستة وغيرها من دواوين الإسلام: الصيام لي وأنا أجزي به، وذلك لأنه سر بينك وبين ربك كحال الإيمان كم من إنسان يقول: آمنا بالله واليوم الآخر وما هم بمؤمنين الإيمان ركنه الركين التصديق الجازم بالقلب الذي لا يطلع على ما فيه إلا رب العالمين وهكذا الصيام فيه شبه تام بتوحيد ذي الجلال والإكرام ولذلك أضافه الله إلى نفسه فإذا كنت تخلص النية لربك في جميع عملك فحقق النية على التمام في صيام إخوتي الكرام قد يزِل الإنسان في عمله ويقصّر لكن ما ينبغي أن يزل في نيته وما ينبغي أن يدنس نيته بوجه من الوجوه ولذلك إن جرت من المؤمن أخطاء وهفوات وزلاّت لا تتعدى عمله الظاهري بجوارحه وكل بني آدم خطّاء وأما من يزل في نيته وأن يدنس ما في قلبه فلا ثم لا.