وقد أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن ملائكة الله عندما تصعد إلى الله تعالى بصحف أعمال العباد يقبل بعضها ويرد بعضها ويقول للملائكة اكتبوا لهذا العبد شيئاً نواه وما اطلعتم عليه ثبت الحديث بذلك وقد رواه الإمام الداراقطني وحسنه شيخ الإسلام الإمام العراقي في تخريج أحاديث الإحياء وانظروا في تخريج أحاديث الإحياء في المكان الذي أشرت إليه آنفا عند كلام الإمام الغزالي 4/351 يقول رواه الداراقطني بإسناد حسن ولفظ الحديث من رواية أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن العبد المؤمن ليعمل أعمالاً حسنة فتصعد الملائكة إلى الله جل وعلا بها (بهذه الأعمال) بصحف مختمة (مختومة) فتطرحها بين يدي الله عز وجل فيقول الله جل وعلا: ألقوا صحيفة كذا وصحيفة كذا، واكتبوا لعبدي فتقول الملائكة ربنا ما كتبنا إلا ما عمل، وذاك العمل ما عمله فيقول الله جل وعلا إنه لم يرد بما فيها وجهي نعم..صام وصلى وحج واعتمر وزكى وجاهد، لكن لم يرد ذلك بوجهي فما في هذه الصحف اطرحوه والله ما يقبل من العمل إلا ما كان صالحاً ولوجهه خالصاً وأما ذاك العمل الذي يعمل فيقول الله جل وعلا: إنه قد نوى ما في هذه الصحف مما عمله ما أراد به وجه ربه فاطرحوه واكتبوا له كذا وكذا لأنه نواه.