وقد قال الإمام الصغاني في موضوعاته هذا الكلام مفترىً ملحون، يريد أنه لم يثبت عن نبينا الميمون عليه الصلاة والسلام وهو بهذه الصورة ملحون لأنه جاء الرفع في لفظ العالمين العاملين والمخلصين، وينبغي أن يكون ذلك بالنصب على أن الإمام السيوطي رحمه الله خرّج ضبط الرفع فقال: يجوز أيضاً الإبدال في الاستثناء الموجب وعليه يكون العالمون والعاملون والمخلصون بدل مما قبله يجوز الإبدال من الاستثناء الموجب عند العرب وإن كان المشهور في لغة العرب أن يكون بالنصب الناس كلهم هلكى إلا العالمين لكن يجوز الرفع على لغة بعض العرب كما قرر ذلك الإمام السيوطي وعليه لا لحن في الكلام بالرواية الثانية نعم لا يثبت مرفوعاً إلى نبينا عليه الصلاة والسلام إن هذا من كلام العبد الصالح العارف سهل بن عبد الله التستري وقد نقل عنه الإمام الخطيب البغدادي في كتابه الجليل "اقتضاء العلم العمل ".
وهكذا الإمام أبو نعيم في الحلية نقلاً عن هذا العبد الصالح ما يشبه هذا القول فكان سهل بن عبد الله التستري يقول: العلم دنيا والعمل به آخره، العلم لذة من لذات الدنيا ولا يكون صاحبه من أهل الآخرة إلا إذا عمل بعلمه، وكان يقول كما في الكتابين المتقدمين: العلماء كلهم سكارى إلا من عمل بعلمه، والعاملون كلهم حيارى إلا من أخلص لربه وكان يقول: الدنيا موات وغفلة والعلم بينه وحجة والعمل من غير إخلاص هباء والإخلاص وعلى خطر حتى يختم لك به فيا أيها الإنسان أخلص النية لربك الرحمن في الصيام وفي غيره من طاعات الرحمن.