الأمر الثاني: منزلة النية وضرورة الإخلاص فيها خالصاً لوجه ربك، دون اعتبار من الاعتبارات الأخرى تصوم لأن الله أمرك بالصيام وهكذا كل عبادة تقوم بها لأن الله أمرك بها فهذه النية الصالحة ينبغي أن تحصل في قلبك ألا وهي: أنك تقوم بهذا العمل لله تعالى تعظيما له سبحانه وتعالى فالنية في العمل كالروح للجسد وروح الأعمال النيات الصالحة لذي العزة والجلال وعمل بلا نية ميت كما أن الجسد بلا روح ميت ولذلك إذا أردت أن تقوم بعمل فانْوِ التقرب إلى الله عز وجل وقد كان سلفنا الكرام يتعلمون النية قبل العمل كما يتعلمون العمل وذلك لأن العمل كم غير نية "عناء" والنية من غير إخلاص ضياع وهباء والأمر كما قال: أئمتنا الأتقياء رحمة الله عليهم أجمعين: "الناس كلهم هلكى إلا العالمين، والعالمون كلهم هلكى إلا العاملين والعاملون كلهم هلكى إلا المخلصين والمخلصون على خطر عظيم "وهذا الكلام إخوتي الكرام لا يصح دفعه إلى نبينا عليه الصلاة والسلام فليس هو من كلامه إنما هو كلام أئمتنا الكرام وقد نسبه الإمام أبو الليث السمرقندي في كتاب تنبيه الغافلين ص244 إلى سيد المسلمين الإمام العارف الرباني سهل بن عبد الله التستري المتوفي سنة 283هـ وكثير من العلماء يوردون هذا الكلام كما فعل الإمام الغزالي في الإحياء 4/351 بصيغة أخرى فيقولون: "الناس كلهم هلكى إلا العالمون والعالمون كلهم هلكى إلا العاملون والعاملون كلهم هلكى إلا المخلصون والمخلصون على خطر عظيم".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015