وأما يوم الأضحى ففيه التكبير أيضا من دخول يوم عرفة نكبر إلى عصر آخر أيام التشريق تعظيم لله وثناء عليه وفيه تقرب إلى الله بالأضاحي والهدي ونأكل منها ونطعم البائس الفقير ففي ذلك تعظيم لله وشفقة على خلق الله وصدق الله إذ يقول: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) ولذلك كانت التحية بيننا أيام العيد أن يذكر بعضنا بعضا بمنة الله عليه وإحسان الله إليه وفضل الله عليه فيقول المسلمون لبعضهم إذا تلاقوا تقبل الله منا ومنكم.
روى الإمام المحاملي وهو الحسين بن إسماعيل المحاملي الذي توفي سنة 330 هـ بسند صحيح كما نص على ذلك الإمام ابن حجر في الفتح في الجزء الثاني صفحة 446 عن جبير بن نفير وهو من أئمة التابعين الكرام الأبرار ثقة إمام فاضل مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام ولم يرى نبينا عليه الصلاة والسلام وحديثه في الأدب المفرد للإمام البخاري وصحيح مسلم والسنن الأربعة وقد توفي سنة 80 هـ وقيل بعدها يقول: (كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا تلاقوا أيام العيد يقول بعضهم لبعض تقبل الله منا ومنك) .
وهناك بعض الآثار المرفوعة في مجمع الزوائد انظروها في الجزء الثاني صفحة 206 وفي فتح الباري في المكان المتقدم أسأل الله أن يتقبل منا برحمته وفضله وأن يقبلنا وأن يجعل أيام العيد أيام جائزة لنا إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين أقول هذا القول وأستغفر الله.
الحمد لله رب العالمين وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله وخير خلق الله أجمعين اللهم صلي على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليما كثيرا وارض اللهم عن الصحابة الطيبين وعن من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.