إخوتي الكرام: من ألقى نظرة إلى المسلمين في هذه لأيام حقيقتا يتفطر كبده ويتقطع قلبه وإلى الله نشكوا أحوالنا ضعفت صلتنا بربنا وفسدت علاقاتنا فيما بيننا فلا لله عظمنا ولا على الخلق أشفقنا وإذا ابتليت الأمة بذلك فلا وزن لها ولا اعتبار ولها في هذه الحياة ما لها من الذل والعار وما ينتظرها أشد وأشنع عند العزيز القهار.
روى الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه والأثر رواه الإمام ابن أبي الدنيا في كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بسند معضل من رواية أبي علي الفضيل بن عياض عن نبينا عليه صلوات الله وسلامه أنه قال: (إذا عظمت أمتي الدنيا نزعت منها هيبة الإسلام وإذا تركت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حرمت بركة الوحي وإذا تسابت فيما بينها سقطت من عين الله) وفي رواية (إذا عظمت أمتي الدرهم والدينار) عظمت الدنيا تصاب بالذل والعار والصغار في هذه الدار هيبة الإسلام التي أعطاها الله لهذه الأمة (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون) تنتزع منها هذه الأمة من عليها بهيبة تنصر بها مسيرة شهر تنتزع منها عندما عظمت الدنيا.