إخوتي الكرام: هذه لمحة مختصرة فيما يتعلق بلفظ الصلاة ومعناها وحكمها وفضلها – وأما إقامة الصلاة وقد اشترط الله هذا الأمر في الصلاة فقال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإيقام الصلاة ليس المطلوب من الإنسان أن يصلي فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤن ويمنعون الماعون إنما المطلوب منه أن يقيم الصلاة وبذلك يزول الإشكال الذي يخطر في البال في كثير من الأحيان كيف تهدد المصلين بالويل لأنهم ما أقاموا الصلاة نعم حصلت منهم الصلاة لكن بدون إقامة لها فما معنى الإقامة – شاع في تعبير القرآن عند ذكر الصلاة واستفاض هذا أن يذكر الله الصلاة بلفظ الإقامة.
والآيات في ذلك كثيرة وأخيرة أنظر أول آية ذكر الله فيها الصلاة في مطلع كتابه في أول سورة البقرة ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون. إذاً يقيمون الصلاة وهكذا قول الله جل وعلا في سورة الأعراف: "والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة" إنك لا تضيع أجر المصلحين وهكذا أخبرنا الله عن عباده الطيبين وإذا مكناهم في الأرض يقيمون الصلاة قال تعالى في سورة الحج: "الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور".
وتقدمت معنا آية العنكبوت أتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة والآيات في ذلك كثيرة منها قول الله جل وعلا في سورة فاطر: "إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة" – "ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه وإلى الله المصير" وهكذا قول الله في نفس السورة بعد آيات: "إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور".