ولذلك أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن هذه الصلاة إذا وقعت على الكيفية المطلوبة وأقامها الإنسان كما اشترط الله فيها "لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة" إذاً أقامها كما أراد الله فهنيئاً له فصلاح الصلاة يستلزم صلاح سائر الأعمال وفساد الصلاة يترتب عليه فساد سائر الأعمال وقد أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم عن هذه الحقيقة وبين لنا أن أول ما تحاسب عليه يوم القيامة من أعمالنا الصلاة فهنيئا لمن صلحت صلاته وشقاء لمن فسدت صلاته.

ثبت في مسند الإمام أحمد والحديث رواه أهل السنن الأربعة ورواه الحاكم في المستدرك والبيهقي في السنن والحديث إسناده صحيح والحديث من رواية أبي هريرة رضي الله عنه وروى عن أبي قتادة رضي الله عنهم أجمعين أن النبي صلى الله عليه وسلم أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة فإذا صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر وفي رواية فإن صلحت صلح عمله كله وإن فسدت فسد عمله كله والحديث إخوتي الكرام كما قلت روي عن غير أبي هريرة رضي الله عنه روي عن أنس أيضاً وعن تميم الداري وروي عن عبد الله بن مسعود وعن عدد من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين وفي بعض روايات عبد الله بن مسعود إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة وإن أول ما يقضى به بين الناس يوم القيامة في الدماء وكنت وجهت هذا الحديث في المواعظ السابقة فقلت أول ما يحاسب عليه العباد من حقوق الله الصلاة وأول ما يحاسبون عليه من حقوق العباد الدماء فنسأل الله أن يسلمنا من الدماء وشرها وأن يجعلنا ممن يقيمون الصلاة حق الإقامة إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015