وهكذا أخبرنا الله عن هذه الفريضة أن المطلوب فيها إقامتها في هذه الأمة وفي الأمم السابقة فهذا خليل الرحمن إبراهيم عليه وعلى نبينا صلوات الله وسلامه يقول ما حكاه عن ربنا العظيم في السورة التي سماها باسمه بسورة إبراهيم: "ربنا إني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة. فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون" وقال ما أخبر الله عنه في آخر السورة: "ربي اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء".

وهكذا نبي الله موسى كليمه عليه وعلى نبينا صلوات الله وسلامه أوحى الله إليه وإلى أخيه وإلى أخته بإقامة الصلاة فقال جل وعلا في سورة يونس: "وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة واقيموا الصلاة وبشر المؤمنين" وهكذا أخبر الله عندما أوحي إلى كليمه موسى عليه وعلى نبينا صلوات الله وسلامه أمره أن يقيم الصلاة: "إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري" وهكذا عندما أوحي العبد الصالح لقمان ولده قال: "يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وأنه هن المنكر".

والآيات في ذلك كما قلت إخوتي الكرام كثيرة كثيرة تطلب منا أن نقيم الصلاة لا أن نؤدي الصلاة فماذا يدل هذا اللفظ من دلالة معتبرة ينبغي أن نتصف بها ونسأل الله أن يجعلنا ممن يقيمون الصلاة حق إقامتها.

إخوتي الكرام: لفظ الإقامة يقيمون الصلاة حق إقامتها إخوتي الكرام لفظ الإقامة يقيمون الصلاة من أقام إقامة يحتمل أربعة معاني كلها حق أقواها أولها وأذكر الأربعة واجمع بينهما الأمر الأول والمعنى الأول للفظ الإقامة لفظ الإقامة " توفيه الشيء حقه علماً وعمل " إذا وفيت الصلاة حقها علماً نظرياً فأتقنت أحكامها وعرفت أركانها وشروطها وسنتها ثم حققتها عملياً هذه إقامة الصلاة وساعد هذا قد يضرب بها وجهك قبل أن تسلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015