وقد وضح هذا الأمر وقرره خير البريات نبينا محمد صلى الله علية وسلم ففي مسند الإمام أحمد وسنن ابن ماجه والحديث رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه والإمام الدارجي والحديث إسناده صحيح عن ثوبان مولى نبينا عليه الصلاة والسلام قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن" استقيموا ولن تحصوا لي لن تطيقوا الإستقامة كما يريد الله منكم إنما ابذلوا ما في وسعكم والله غفور رحيم. استقيموا ولن تحصوا لن تطيقوا الاستقامة ولا يمكن للعبد أن يؤدي حق الرب ونحن خطئ في الليل والنهار ولا يسعنا إلا عفو العزيز الغفار سبحانه وتعالى استقيموا ولن تحصوا المعنى الثاني وهو حق استقيموا ولن تحصوا لن تستطيعوا أن تحصوا ثواب الاستقامة أن استقمتم فلذلك أجرٌ لا يخطر على بال أحدٍ منكم استقيموا فإن استقمتم لا يعلم أحدٌ مقدر ثوابكم إلا الله استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة خير الأعمال التي تتقرب بها إلى ذي العزة والجلال الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن.
وهذا الحديث إخوتي الكرام الثابت من رواية نوبان عن نبينا عليه وعلى آله وأصحابه ومواليه الصلاة والسلام روى عن عدة من الصحابة الكرام أيضاً وهو حديث صحيح كما قلت رواه ابن ماجه والطبراني في معجمه الكبير من رواية أبي أمامة الباهلي ورواه ابن ماجه في سننه عن عبد الله بن عمرو بن العاص ورواه الطبراني في معجمه الكبير أيضاً وفي معجمه الأوسط عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنهم أجمعين وعن عبد الله بن قراظ ولفظ حديث معجم الطبراني الأوسط " استقيموا ولن تحصوا واعلموا إن أفضل أعمالكم الصلاة إن خير أعمالكم الصلاة " فهذه الصلاة مع أنها فريضة محكمة هي أفضل عملٍ تتقرب به إلى الله جل وعلا.