وحديث نبينا عليه الصلاة والسلام قال الله جل وعلا: "خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم" أي أدعو لهم وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أعطيت له الزكاة الصدقة ليصرفها في مصارفها يدعو للمتصدقين وللمزكين وصل عليهم أي أدعو لهم ومنه قول الأعمش:
تقول بنتي وقد قربت مرتحلا ... يارب جنب أبي الأوصاب والوجعا
عليك مثل الذي حليت فاغتمض ... نوما فإن تجنب المرء مضجعا
عندما احتضر فبدأت ابنته تدعو له يارب جنب أبي الأوصاب والوجعا عليك مثل الذي حليت أي ضل الذي دعوت فاسأل الله أن يجنبك الأوصاب والألم والأوجاع عليك مثل الذي حليت فاغتمض نوما فإن لجنب المرء مضجعا وقد ثبت هذا المعنى عن نبينا صلى الله عليه وسلم ففي مسند الإمام أحمد وصحيح مسلم والحديث أخرجه أهل السنن الأربعة وابن حبان في صحيحه والبيهقي في السنن الكبرى عن رواية أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا دعي أحدكم فليجب، إذا كان مضطراً فليأكل وإن كان صائماً فليصل إذا دعي أحدكم إلى طعام ووليمة فليجب فإن كان مضطراً فليأكل وليطعم وإن كان صائما فليصل أي فليدعو لأهل البيت بالخير والبركة أجاب دعواتهم لكن ما أفطر فدعا لهم فخل الأنس والسرور.
والحديث كما قلت إخوتي الكرام: في صحيح مسلم وغيره وإن كان صائماً فليصل والمراد من الصلاة الدعاء لأهل البيت بالبركة وليس المراد من الصلاة الشرعية كما فهم بعض العلماء فقال فليصل أي فليذهب إلى البيت الذي فيه الوليمة ثم ليصل ركعتين ولينصرف ليس المراد هذا كما وضحت رواية الطبراني في المعجم الكبير عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن نبينا عليه الصلاة والسلام أنه قال إذا دعا أحدكم فليجب فإن كان مفطراً فليأكل وإن كان صائما فليدعوا بالبركة. وإن كان صائما فليدعوا بالبركة هذا هو معنى فليصل أي فليدعوا لأهل البيت بالخير والبركة.