وكما قلت إخوتي الكرام: هذا أرجح الأقوال على القول بالإشتقاق أن الصلاة بمعنى الدعاء صل يصلي صلاة دعا يدعو دعاء وهناك ثلاثة أقوال أخر قيلت في الإستقاق أذكرها على وجه الإيجاز وفيها كما قال أئمتنا العلم عند الله جل وعلا قيل إن لفظ الصلاة مأخوذاً من الصلاة وهو عرقٌ يكون في وسط الظهر ويكتنف ويفترق عند عجب الذنب فيكتنفه ويحيط بعجب الذنب الذي هو عظمة صغيرة عجب الذنب تكون في رأس العصعص من الإنسان في هذا المكان عظمة صغيرة وكل ما في الإنسان إذا مات يبلى إلا عجب الذنب منه خلق ومنه يركب عرق وسط الظهر يقلل له الصلا باللام بعدها ألف بدون همزة الصلا هذا العرق يمتد وإلى أن يصل إلى عجب الذنب فيفترق ثم يكتنف عجب الذنب ويحيط به ومنه قول العرب للمصلي في المحلبة أي حلبة السباق بين الخيل قول العرب للمصلي وهو الذي يأتي بالدرجة الثانية مصلى والذي يسبق يقال له مجلى مصلى قال أئمة اللغة سمي الثاني التالي للمجلى سمي مصليا لأن رأسه ورأس فرسه رأس خياله عند صلوة المجلى أي يأتي ورائه ذاك سبق وهذا ورائه فرأسه عن صلوى أي عند جلوى السابق وعليه فالصلاة مأخوذة من الصلا – قال الإمام القرطبي وهذا الاشتقاق يفيد معنيين المعنى الأول من الصلا بمعنى المصلى الذي يأتي بعد المجلى أي هي تالية للإيمان وهي أعظم الواجبات بعد توحيد الرحمان كالمصلى والمجلى فعندنا أعظم حقوق الله على عباده توحيده لا إله إلا الله وحده لا شريك له ويلي التوحيد مباشرة له سبحانه وتعالى فالصلاة إذاً كأنها مصلى لذلك الأمر الأول الذي هو مجلى وهو توحيد الله جل وعلا وفي الاشتقاق كما قال الإمام الألوسي غرابة وبعد وقبله الإمام الرازي: وحقيقة إن القول فيه خفاءٌ وبعد.