إقامة الصلاة تدخل في ذكر الله قطعاً وجزماً فهي خصوص بعد عموم إنما خصها الله بالذكر لمنزلتها ولأهميتها في شريعة الله جل وعلا ففيها الذكر بجميع أنواعه وألوانه في الصلاة من أفضل الأذكار ألا وهو تلاوة كلام العزيز الغفار ثم من تسبيح وتحميد وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وآله وأنبياء الله ورسله عليهم جميعاً صلوات الله وسلامه كل هذا يحصل في هذه العبادة ففيها الذكر الكامل التام بجميع أنواعه وأشكاله ولذلك خص الله هذه العبادة بالذكر فقال: "لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله".
وإقامة الصلاة - أما الصلاة إخوتي الكرام فالبحث فيها سيكون عن طريق عدة مراحل – المرحلة الأولى في بيان معناه اللغوي اختلف علمائنا الكرام من الفقهاء واللغويين عليهم جميعاً رحمة الله – هل لفظ الصلاة مشتق أو هو اسم علم وضع على هذه العبادة لم يشتق من شيء على قولين اثنين وعلى القول بالاشتقاق فاختلف أئمتنا في هذا الاشتقاق أيضاً على أربعة أقوال، أظهرها أولها: وهو أن لفظ الصلاة مأخوذ من صلى يصلي صلاة إذا دعا فالصلاة بمعنى الدعاء وإنما سميت الصلاة الشرعية التي هي أقوال وأفعال مفتتحة بالتكبير. مختتمة بالتسليم بشرائط مخصوصة –
إنما سميت صلاة بمعنى الدعاء لأن الدعاء جزء منها وبعض منها وركن من أركانها فأنت عندما تقرأ الفاتحة تدعوا الله وتسأل الله اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الظالين وهكذا تثني على الله وتدعوه بعد ذلك بغيرها فبما انه يحصل في الصلاة دعاء لرب الأرض والسماء فقيل لها إنها صلاة وقد جاء لفظ الصلاة بمعنى الدعاء في آيات القرآن.