لكن كما قلت نص على تحسينه شيخ الإسلام الإمام أبو الفضل ابن حجر العسقلاني عليه جميعا رحمة الله أكثروا من ذكر الله حتى يقال مجنون وهذا الحديث وجد ما يشه له من طرق أخرى ففي حلية +++معجم الطبراني والحديث رواه عبد الله بن المبارك في كتاب الزهد والرقائق في رواية ابن عباس رضي الله عنهما والرواية الأولى من رواية أبي سعيد وابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قالوا اذكروا الله حتى يقول المنافقون إنكم مراءون – اذكروا الله ذكرا كثيرا مستمراً طويلاً حتى يقول المنافقون إنكم مراءون.
والحديث رواه البيهقي في شعب الإيمان والإمام أحمد في الزهد ورواه سعيد بن منصور في سنته لكن من رواية أبي الجوزاء مرفوعاً إلى خاتم الأنبياء عليه صلوات الله وسلامه وأبو الجوزاء من التابعين فالحديث على هذا مرسل وخلاصة الكلام الحديث لا ينزل عن درجة الحسن أكثر من ذكر الله اذكروا الله ذكراً كثيرا – أكثروا من الذكر حتى يقول المنافقون عنكم إنكم مراءون وحتى يقول المنافقون عن الذاكر إنه مجنون فهؤلاء العباد لا تلهيهم الدنيا بما فيها من بيوع وتجارات عن ذكر رب الأرض والسموات.
إخوتي الكرام: وتقدم معنا أن لفظ الذكر يطلق على أمرين على ذكر الله باللسان وبالقلب وهو خصوص الأوراد والأذكار ويطلق على ما هو أعم من ذلك على القيام بكل طاعة لله فمن أطاع الله فهو ذاكر لأن كل طاعة فيها ذكرٌ لله جل وعلا واستحضار بالقلب لعظمة الله جل وعلا وتلفظ باللسان بهذه العبارات التي يقوم بها فكل مطيعٌ لله فهو ذاكر لله وعليه قول الله جل وعلا: "لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة ".