فقال الولد مالك يا أبت قال إنها له تمشي قال انحرني نحرا اضرب ضربا فأراد أن ينحره فتثنت فجاء الفرج من الله جل وعلا " وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين وقربناه بفرج عظيم".

إخوتي الكرام: فنحن نحيي سنة خليل الرحمن إبراهيم على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه فهو أبونا وهو أب لنا ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل إخوتي الكرام ففي هذه الأضحية هذا المعنى وقد قرر أئمتنا الكرام أبو حنيفة والإمام مالك والإمام أحمد رحمة الله ورضوانه عليه جميعا أن من نذر نحر نفسه أو ذبح ولده فينبغي أن يذبح شاه كما أفتى الله جل وعلا خليله إبراهيم على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه عندما ألزم بذبح ولده فدى بذبح عظيم فمن نذر أن ينحر نفسه أن يذبح ولده فيجب عليه أن يذبح شاه تقرباً إلى الله جل وعلى وهذا كما قلت الأئمة الثلاثة.

وما خالف في ذلك إلا الإمام الشافعي رحمة الله ورضوانه عليه فقال هذا أنذر معصية ولا يجب الوفاء به وقول الجمهور فيما يظهر أقوى والعلم عد الله جل وعلا ومما يحقق قولهم أن الله جل وعلا شرع لنا العقيقة هذه النسيكة التي نقوم بها وشرعت في اليوم السابع من أجل الاطمئنان على سلامة المولود فكأنها فداء له وهكذا من نذر أن يذبح ولده أو أن ينحر نفسه فيفدي نفسه ويفك ولده من الذبح الذي نذره بأن يذبح شاة يتقرب بها إلى الله جل وعلا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015