إخوتي الكرام: ينبغي أن نعي هذا على الدوام لا سيما في يوم عرفة من حفظ اسمه وبصره ولسانه غفر له هذا فيما يتعلق كما قلت إخوتي الكرام في هذا اليوم على وجه الاختصار وأما ما فيه من فضائل كما قلت أوضح من الشمس في رابعة النهار فلعل الله يمد في الحياة لنتدارس هذا عند مدارسة أحكام الحج إن أحيانا الله للسنة الآتية وما فيه من مغانم وفضائل.
وأما الأضحية التي نتدارس أحكامها وهي الأمر الثاني في موعظتنا اخوتي الكرام تقدم معنا أن العشر أعني عشر ذي الحجة أيام مباركه هي فضل السنة وأفضلها آخرها وهو اليوم العاشر فهو يوم الزيارة ويوم الضيافة وبعد أن نقي العباد وهذبوا في يوم عرفات أذن لهم بزيارة رب الأرض والسموات وأذن لهم بأخذ ضيافته ونيل جائزته فذهب الحجاج وطافوا حول البيت الحرام بعد أن وقفوا في عرفات وتابوا إلى ذي الجلال والإكرام.
اخوتي الكرام: شرع لنا في هذا أضحية ينبغي أن نتقرب بها إلى ربنا الرحمن فأفضل أيام العام كما تقدم معنا يوم النحر يوم العاشر من ذي الحجة وأفضل عمل تقدم به في ذلك اليوم قربان تتقرب به إلى الله جل وعلا ودم تريقه حسبما أمرك الله جل وعلا وقد وضح لنا هذا نبينا صلى الله عليه وسلم وأمرنا به وبين لنا ما يترتب عليه من الأجور والمغانم والفضائل.
اخوتي الكرام: الأضحية لها شأن عظيم فاستمعوا للأجر الذي يثبت لها في يوم النحر كما أخبر نبينا الأمين صلى الله عليه وسلم ثبت في سنن الترمذي وابن ماجه والحديث رواه الحاكم في مستدركه والبيهقي في السنن ورواه البغوي في شرح السنة عن أمنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " ما عمل أدمي يوم النحر عملا أنجى له من عذاب الله من دم يراق في سبيل الله، وإنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأظلاعها وأشعارها حتى إن الدم ليقع عند الله بمكان قبل أن يقع على الأرض فطيبوا بها نفساً.