إخوتي الكرام: إذا فات واحد منا الحج في هذا العام فليأخذ بهذا التوجيه النبوي الثابت عن نبينا صلى الله عليه وسلم فليحفظ سمعه وبصره ولسانه في يوم عرفة ولذلك أرى لو أن المسلمين تيسر لهم أن يجعلوا هذا اليوم في عبادة لله رب العالمين وأن يتفرغوا من أمور الدنيا وإن كانت أعمالهم في مباحة فليجعلوا ذلك في الصيام وذكر الرحمن وقراءة القرآن والصلاة والسلام على خير الأنام عليه الصلاة والسلام وإن لم يكونوا في الحج فلو تركوا ما يلهيهم عند ذل في هذا اليوم لكان خير لهم وأحسن وأما ما اعتاده كثير من الناس في هذا اليوم إخوتي الكرام من متابعة محطات الإذاعة وتلقط الأنباء من هنا وهناك وبعضهم غرره الشيطان من أجل أن يجعله يخسر في هذا اليوم فيظن أنه ذا وقف أمام الأجهزة المرئية أو المسموعة ليرى ويسمع ما يجري في الحج كأنه في عبادة ليسمع بعد ذلك حقيقة إن قلت عنه إنه لغط لا أبالغ من أن الميكرفون على تعبيرهم انتقل إلى ممثل دولة كذا وممثل دولة كذا ثم يحيي إخوانه بعد ذلك في العروبة والوطنية والجاهلية ماذا تستفيد من هذا أخي المسلم هلا شغلت لسانك بذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله عليه الصلاة والسلام هذه الأجهزة إخوتي الكرام ينبغي أن نحذر منها في كل وقت لا سيما في مواسم الطاعات ينبغي أن تنظر إلى وسائل الإعلام من الراديو فما فوقها كأنها جمرة نار في عرفات فكما أنك لا تلمس جمرة النار فاتق العزيز القهار في ذلك اليوم حذاري حذاري أن تفرط فيه وأن يزين لك الشيطان أن النظر إلى الحجيج واستماع ما يقال بعد ذلك من كلام باطل وتهريج من الممثلين هنا وهناك إياك أن تظن أن هذا من باب الطاعة والله أن هذا من أكبر علامات الحماقة أناس في طاعة ماذا تستفيد إذا نظرت إليهم أناس بعد ذلك يقومون بترتيبات معينة ملاك ولهم ممن يذيعون ويقولون هلا اشتغلت بذكر الحي القيوم.