إخوتي الكرام: قرر علماء الإسلام أن عبادة الله جل وعلا واجبة على العبيد في هذه الحياة، والله خلقنا من أجله {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} وقال علماؤنا الكرام وروح العبادة وجوهرها محبة الله جل وعلا، وهذه المحبة لها دعامتان، ركنان لا يمكن أن تكون المحبة تامة كاملة إلا بهما، خوف ورجاء، وعليه الدين كله يقوم على هذه الأمور الثلاثة، لا يمكن أن يعبد الإنسان عبادة حقة بدونها، محبة الله، خوف منه، رجاء له، قرر هذا أئمتنا الكرام كما ذكر شيخ الإسلام الإمام ابن تيمية في كتابه القيم التحفة العراقية في مطبوع وموجود في مجموع الفتاوى في الجزء العاشر من أول المجلد إلى نهاية الصفحة تسعين التحفة العراقية في الأعمال القلبية، وهذا قرره تلميذه الإمام ابن القيم في مدارج السالكين أن أركان العبادة ثلاثة، حب، وخوف، ورجاء، مقرر هذا أيضاً في مدارج السالكين، وهذا منقول عن أئمتنا التابعين، يقول مكحول الدمشقي الذي توفي سنة بضع وعشر ومائة وهو من التابعين وقال أئمتنا إنه أفقه من الإمام الزهري يقول هذا العبد الصالح وهو من رجال مسلم والسنن الأربعة، ثقة عدل الرضا يقول: (من عبد الله بالحب والخوف والرجاء فهو موحد صديق، ومن عبده بالحب فقط فهو شقي زنديق، ومن عبده بالخوف فقط فهو حروري، ومن عبده بالرجاء فقط فهو مرجئي) وشرح كلامه أن من قامت فيه هذه الأمور الثلاثة محبة الله ووجد ركنا المحبة والخوف والرجاء فقد انضبط سلوكه في هذه الحياة وعبد الله كما يريد الله وكما يحب، فهذا موحد صديق، وسيأتينا تقرير هذا بكلام الله المجيد ن ومن عبد الله بالحب فقط دون خوف ولا رجاء فهذا زنديق، يدعوه الإدلال والبسط أن يعامل محبوبه وهو الله كما يعامل المحبوبة من البشر فيقول معه حالاً، ينبغي أن يقوله في حق الله جل وعلا، ويحمله الإدلال والبسط مع ربه أن ينزل الله كأنه مخلوق من المخلوقات، فمن عبد الله بالحب فقط فهو زنديق، ويأتي شيءٌ ضل