اخوتي الكرام: هذا من أئمة الصالحين الربانيين وأئمتنا يقولون كان ذا عقلٍ وفضل، ومن كلامه المحكم يقول في طيب الآخرة عز النفوس وفي طلب الدنيا مذلة النفوس فيا عجب لمن يكثر الذل في طلب الفاني على العز في طلب الباقي، ويروي عنه أبي نعيم في الحلية والإمام ابن كثير في البداية والنهاية، والإمام القشيري في الرسالة أنه قيل عمَّن يزعمون أنهم يستمعون الملاهي آلات العزف والغناء والموسيقى ويقول إنها لا تؤثر فيهم لأنهم وصلوا إلى حالة لا يؤثر فيهم اختلاف الأحوال، قال صدقوا، وصلوا إلى سقر، وصلوا ولكن إلى سقر لأن هذا ليس من طريقة النبي - صلى الله عليه وسلم -، والتصوف الحق أن تتبع طريق النبي - صلى الله عليه وسلم - كما قال، (ومن ادعى أنه وصل إلى حالة يسقط عنه فيها التكليف فهو أحط من البهيمة عند الله جل وعلا، وأولئك كالأنعام بل هم أضل، أولئك هم الغافلون) يستمع الملاهي ثم يقول لا يؤثر فيَّ اختلاف الأحوال وهي في حق حلال لأنه واصل، واصل ولكن إلى سقر، يقول هذا العبد الصالح (الخوف والرجال للإنسان كالجناحين للطائر فإذا استويا تم طيرانه، وإذا وقع النقص في أحدهما نقص الطيران بمقدار النقص الذي في هذا الجناح، فإذا عدم الجناحان وعدم الخوف والرجاء من الإنسان فالطائر في حكم الموت وهكذا من فقد الخوف والرجاء فكأنه خرج من الإيمان.
اخوتي الكرام: خوف ورجاء، خوف ورجاء للإنسان في هذه الحياة كالجناحين للطائر، وهذا ما أشار إليه الإمام الحسن البصري عندما قال: (الخوف والرجاء مطيتا المؤمن يركبهما في هذه الحياة ويركب مطية الخوف ليترك المحرمات ويركب مطية الرجاء ليفعل الطاعات ويركب مطية الرجاء ليرجوا نعيم الجنات، يركب مطية الخوف ليحذر جهنم والدركات)
إذاً الخوف والرجاء مطيتا المؤمن.