اخوتي الكرام: الخوف له منزلة عظمية في الإسلام والخوف مع الرجاء للإنسان كالجناحين للطائر من الحيوان، فإذا كان الطائر لا يمكن أن يطير بغير جناحه لا يمكن للإنسان أن يسير على هدىً وأن يعبد المولى جل وعلا في هذه الحياة إلا إذا اتصف برجاء الله والخوف منه. خوف ورجاء، وهما كما قلت للإنسان كالجناحين للطائر، وقد قرر هذا أئمتنا الكرام الأبرار، نقل هذا أئمتنا عن العبد الصالح أبو علي الروذباري وهو من العلماء الربانيين والصالحين في هذه الأمة توفي سنة ثلاثة وعشرين وثلاثمائة للهجرة 323هوهو أبو علي الروذباري أحمد بن محمد بن القاسم، والروذباري يقول علماؤنا هذه كلمة تقال على أماكن اجتماع أنهار الكبار وكان هذا من الصالحين وكان شيخ المتصوفة الصادقين في بلاد مصر في القرن الرابع للهجرة، وكما قيل له: من الصوفي؟ قال: الصوفي هو من لبس الصوف على الصفا واتبع طريق النبي المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وأذاق الهوى طعماً الجفى، وكانت الدنيا منه على قفى، عبدٌ صالح من العلماء الصالحين، وأما ما يتعلق بمبحث التصوف وما دخله من خلط وتكرير، وهذا موجود في سائر الجماعات والفرق التي دخلها خلط وتكرير يأتينا الكلام بالتفسير عن هذه الفرقة بعون الله لنتبين الصادق من الكاذب ممن ينتسبون إلى التصوف.