والحديث كما قال أئمتنا نص صريح صحيحٌ في جواز زيارة النساء للقبور وقد بوَّب على هذا الحديث سيد المسلمين وأمير المؤمنين في حديث نبينا الأمين عليه الصلاة والسلام للإمام البخاري في صحيحه في كتاب (الجنائز) باباً فقال (باب زيارة القبور) قال الحافظ بن حجر عليه رحمة الله وتقرير النبي عليه الصلاة والسلام لهذه المرأة في زيارتها وعدم إنكاره عليه في زيارتها دليل على أن زيارة القبور مشروعة للنساء كما هي مشروعة للرجال وقال الإمام العيني في عمدة القارئ في شرح هذا الحديث نؤخذ منه أن زيارة القبور مشروعة مطلقة للرجال وللنساء وكما قلت إخوتي الكرام الدلالة ظاهرة واضحة صريحة صحيحة، والحافظ ابن حجر في التلخيص الجيد أيضاً ما تقدم في (فتح الباري عند تخريج أحاديث كتاب الجنائز قال فائدة ثم ذكر أن هذا الحديث كحديث أمنا عائشة الأتي يدلان على جواز زيارة النساء للقبور.
إذاً هذا الحديث إخوتي الكرام صريح صحيح في أن امرأة زارت القبور والنبي عليه الصلاة والسلام أقرَّها ولم يعترض عليها وإقراره تشريعاً وسنه فداه أنفسنا وآباؤنا وأمهاتنا عليه صلوات الله وسلامه وهذا الأمر كما قلت في أوله موعظة هو الوارد في حديث أمنا عائشة رضي الله عنها وهو ثابت في المسند وصحيح مسلم وسنن النسائي أنها قالت لنبينا عليه صلوات الله وسلامه كيف أقول إذا زرت القبور فقال نبينا عليه صلوات الله وسلامه قولي [السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين يرحم الله المستقدمين والمستأخرين وإن شاء الله بكم لاحقون] .