إخوتي الكرام: محبطات الأعمال كثيرة ينبغي للإنسان أن يحذر منها فإذا أتى بالصالحات وأراد بها وجه رب الأرض والسموات فليحافظ عليها من البطلان من الحبوط من الضياع أنظر هذه القصة التي جرت من صحابي في العصر الأول وجرت من باب الغفلة منه رحمه الله ورضي الله عنه وتكلمت أمنا عائشة رضي الله عنها فيم هذا كلاماً شديداً قاسياً ينبغي أن نعيه والقصة مروية في المسند ومصنف عبد الرزاق وسنن الداراقطني وسنن البيهقي وقد قال الإمام عبد البر الهادي في التنقيح إسنادها جيد من رواية العالية زوج أبي اسحق السبيعي أنها دخلت على أمنا عائشة رضي الله عنها وعندها أم مُحِبة فقالت لها يا أمهاه لأمنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها أنني بعت جارية لزيد بن أرقم بثمانمائة درهم إلى العطاء ثم اشتريتها منه نقداً بستمائة درهم باعته جارية خادمة بثمانمائة درهم إلى عطائه الذي يخرج في نهاية السنة أي إلى سنة بثمانمائة درهم ثم اشتريت منه الجارية بستمائة درهم نقداً فكأنها أعطت ستمائة درهم حالّة وستأخذ مكانها ثمانمائة درهم بعد سنة فقالت أمنا عائشة رضي الله عنها بئس ما اشتريت وبئس ما اشتريت بئس ما اشترى زيد وبئس ما اشترت منه أخبري زيداً ن جهاده قد بطل مع رسول اله صلى الله عليه وسلم إلا أن يتوب قالت أم محبة يا أماه فإذا أخذت رأس مالي آخذ من زيد ستمائة درهم ولا أطالبه بالزيادة فقالت أمنا عائشة رضي الله عنها "فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015